5‏/4‏/2012

لاحظ إن كلامك جارح



مين فينا مش بيتحط في موقف يحس معاه بالإهانة من قريب أو بعيد؟ شخص فيه عشم بيننا و بينه أو شخص تعاملاتنا معاه المفروض رسمية، راجل أو ست، شخص أكبر مننا أو ند لنا و أحيانا أصغر؟

بس يا ترى كل المواقف دي بيكون لينا حق نزعل منها؟ ولا أحيانا لما تعاتب من أهانك تفاجأ إن رده ( انت اللي واخد الدنيا بحساسية و مزودها، أنا ما قصدتش أهينك )

هل مقياس الإساءة واحد؟ أجد أحيانا بعض الشباب يتبادلون الألفاظ و الشتائم النابية التي أعجز عن الاستماع إليها فأقل وصف لها إنها خادشة للحياء و مع ذلك يضحكون فهذا أسلوبهم في المزاح ولا غضاضة في إساءتهم لبعضهم البعض.

وأحيانا أخرى أجد شخصين يتحدثان بهدوء و صوت منخفض و يغضب أحدهم لأن نظرة الآخر أو تعبيرات وجهه جعلته يشعر بالإهانة.

هل أصبح طبيعيا أن تعتبر رهافة الحس و عفة اللسان وسمو الأخلاق عيوب و سلبيات في الإنسان يعرف بها عند السؤال عنه ( ده طيب و مالوش في الحوارات) .

في أحد الأيام و أنا أجلس مع إحدى صديقاتي دخل إبنها ذو العشر سنوات و هو في غاية الغضب لدرجة أن عينيه كانت مليئة بالدموع و إذا به يصرخ قائلا: " أنا اتهزأت، و من مين؟ من بنت أصغر مني و ليه علشان أنا متربي و مش عارف أشتم ويوم ما هاشتم مش هاشتم بنت. انتي مفروض تعلميني إزاي أشتم أو على الأقل لما اتشتم أرد إزاي" .
أسقط في يدي صديقتي و حاولت تهدئته قائلة: أنت اللي صح و الحق معاك، هي اللي بنت مش مؤدبة ، ده غير إن هي اللي هتاخد ذنوب وانت لأ.
هدأ الولد قليلا عندما ذكرته أمه أن الشتائم تكسب الذنوب و إن ظل على حنقه كلما تذكر رد فعل زملائه و سخريتهم منه.

ديننا يحثنا على مكارم الأخلاق، و مجتمعنا للأسف تدنى مستواه في الحوار. و بين الحيرة بين هذا و ذلك نجد أبنائنا متخبطين و نجد المجهود المطلوب مننا في تربيتهم مضاعف و كأننا نحارب طواحين الهواء المتمثلة في مجتمع يعتبر الفظاظة و الألفاظ النابية ملامح النضج و الاستقلالية.

0 التعليقات: