5‏/4‏/2012

طعم الذكريات



مين فينا ما زارش مكان معين و كان ليه فيه ذكرى حلوة أو حتى سيئة؟ شارع مشي فيه كل يوم رايح جاي من مدرسته أو جامعته أو شغله ، مطعم أكل فيه مع أول حب في حياته أو المكان اللي صرح فيه لحبيبة عمره أنه عايز يتجوزها ، مكان افترق فيه عن حبيبته علشان ظروفه ما تسمحش يكملوا سوا، أول بلد ركب لها طيارة ، المسجد اللي صلى فيه جماعة لأول مرة مع والده أو جده، و ممكن  المسجد اللي خرج منه مالقاش جزمته و مشي في الشارع حافي أو بالكتير خادم المسجد سمح له يلبس شبشب بلاستيك أو قبقاب من الجامع. أماكن الفسح ( اللي نصها كان تزويغ ) مع خطيبته اللي قبلها كانت حبيبته أو زميلته مش بس الأماكن.

كمان الأغاني و يمكن الروائح. أول أغنية حب بعتها لحبيبته و الأغنية اللي ردت بيها عليه. والأغنية اللي رقصوا عليها أول رقصة هادية ليهم في زفافهم أو لو الدنيا اتلخبطت يبقى كوكتيل أغاني الهجر و الفراق للأخوة هاني شاكر و عبد الحليم حافظ و يمكن مصطفى كامل كمان،  ولو ضحك عليها أو ماكانش جد يبقى التوقيت السليم لأغاني شيرين و ما يضرش شوية غل يطلعوا لما تسمع " مابقاش أنا" لأصالة.

الروائح كمان لها مكان جوهري في ذكرياتنا. أنا شخصيا ريحة الزنبق مرتبطة عندي بوالدتي، طول ما هو الموسم بتاعه بيبقى موجود في البيت و بيخلي ريحة البيت روعة. وكمان ريحة زهر البرتقال اللي دايما باشمها وأنا مسافرة على الطريق الزراعي، و ريحة قهوة والدي. كمان كل واحد بيفضل فاكر ريحة بارفان حبيبه أو حبيبته أو ريحة أكلة معينة تفكره بجدته أو والدته وغيرها كتير.

كل كوكتيل الذكريات دي جميل بالحلو و السيء منه، لكن يا ترى هل كل مكان و أغنية و رائحة بيفضل ليهم نفس الأثر جوانا مع مرور السنين و اختلاف الظروف. هل بعد ما نفترق عن حبايبنا لو رحنا مكان كان بيجمعنا بيهم هنحس نفس الاحساس؟ ولو رحناه مع  حد غيرهم هنحس بإيه؟ هنكون ذكريات جديدة نمسح بيها القديمة؟ ولا هنبقى بنضحك على نفسنا و غرضنا الخفي إننا نصحي الذكريات القديمة؟

 ولو نفس المكان فضلنا نروحه مع أحبابنا بس الظروف اختلفت يعني بقوا أزواجنا أو زوجاتنا ويا سلام لو معانا أطفالنا كمان، هيبقى المكان بنفس الروعة و السيناريو اللي متخيلينه لمشاعرنا هيتفق مع الواقع اللي هيحصل؟
يعني مثلا لو مطعم شيك و هادئ جمعنا في أول حبنا و رحناه بعد الجواز مع الأولاد هنفضل حاسين بشياكته و هدوئه اللي حبيناهم زمان ولا الأولاد هيقلبوه مراجيح و اللي يوقع حاجة من على الترابيزة و اللي توسخ هدومها، ساعتها شعورنا هيكون ايه؟ يا ترى هنندم علشان حولنا ذكرى حلوة لتانية سيئة لمجرد إن السيناريو الجديد لم يطابق القديم؟ ولا هنعدي الخروجة بهدوء و ابتسامة و نزود الذكريات القديمة ذكرى جديدة لها طعم مختلف؟

أول أغنية رومانسية سمعناها سوا هتفضلوا لما تسمعوها بعد فترة هتتنهدوا و تبصوا لبعض وتسرحوا؟ ولا ممكن تسمعوها و عادي يعني مالهاش أي أثر، انتي بتكملي شغل البيت و هو بيتكلم في التليفون أو حد فيكم بيزعق لحد من الأولاد؟

من الآخر طعم الذكريات بيفضل زي ما هو بحلوه و مره؟ ولا بيضيع مع الأيام؟ و لا بيتغير؟ ولو بيتغير يا ترى بيبقى أحلى و لا أوحش؟

0 التعليقات: