5‏/4‏/2012

أنا مش مثالية ... ومش عايزاك مثالي



كل من يحب شريك حياته ويسعى لإسعاده من الرجال أو النساء يبذل أقصى مجهود ليتبع تعليمات الجميع في الأداء المثالي لدوره كرجل و زوج و أب أو دورها كأنثى و زوجة و أم.

لكن أيضا البعض يسعى لتلك المثالية من باب إرضاء النفس أو لعدم الشعور بالذنب ( يعني كل واحد يبقى عمل اللي عليه وخلاص بغض النظر عن النتائج ). لكن من قال إن المثالية تنتج عنها السعادة؟! بالعكس الشعور بالأخطاء و العيوب ينتج عنه شعور بالذنب محفز لبذل مجهود أكبر في إسعاد الطرف الآخر، ولا أقصد بذلك أيضا مجهود أكبر ليصبح أكثر مثالية.

منذ سنوات طويلة قرأت جملة بالانجليزية أعجبتني و تمسكت بها حتى الآن
“I don’t love you because you are the most perfect man in the world, but because you are the most perfect man for me”
لا أحبك لأنك أكثر الرجال مثالية في العالم، و لكن لأنك أكثر الرجال مثالية لي.

فتبعا لكل الصفات المثالية يجب أن يكون الرجل المثالي متدين، وسيم، كريم، طموح، اجتماعي، منظم، خدوم، مستمع جيد، مثقف، حنون، قادر على العطاء و غيرها من الصفات الحميدة التي تملأ عشرات الصفحات.

وكذلك المرأة المثالية يجب أن تكون متدينة، ذات خلق، قنوعة، أصيلة، جميلة، ذات روح مرحة و متجددة، هادئة، حنونة، مدبرة و لتملأ عشرات الصفحات الأخرى.

تخيلوا معي لو كل زوجين اتبعا الصفات المثالية معا فمثلا:
كلاهما منظم و هادئ، سيصبح البيت ممل.
كلاهما مدبر، سيصبحان أميل للبخل و قد يعاني الأولاد من بعض الحرمان.
كلاهما مثقف، ستصبح الحوارات مملة و معقدة.

لكنني أرى التكامل هو الأروع من المثالية. لازم يكون هادئ حتى يحتوي عصبيتي و حدتي، يكون مدبرا علشان ياخد باله من إيدي المخرومة، أكون اجتماعية حتى أتواجد بدلا منه في المناسبات التي ينشغل عنها ، ذاكرتي أقوي منه في التفاصيل حتى أذكره بما ينسى نتيجة أشغاله الكثيرة، يكون أكثر طموحا و عملية ليصبح مثلا أعلى لأولادنا الذكور، أكون أكثر منه ودا و حنانا لأصبح قدوة لبناتنا عندما يصبحن أمهات، أحدنا يكون منظم حتى يحتوي هرجلة الآخر.
وهكذا يجد كل منا نصفه الآخر الذي يكمله ولا يستطيع الاستغناء عنه و نصبح مصدر سعادة أحدنا الآخر بغض النظر عمن صاحب العيب و من يكمله. أي كلينا معترف بعدم مثاليته ولا مثالية الطرف الآخر لكن تمكنا من خلق حياة مثالية بشكل كبير و هذا هو الأروع و الهدف الأسمى.

0 التعليقات: