ما أقسى منظر الدمع و هو يترقرق في عين إنسان على نفس أي شخص ذو حس مرهف.
انني اتألم عندما أرى شخصا يبكي و يزداد ألمي عندما أجد هذا الدمع يتلألأ في عيني
رجل . فالرجال بطبعهم عصيي الدمع فلابد أنه أمر جلل ذلك الذي يدفع الرجل- أي رجل
-للبكاء.
كذلك يزداد ضيقي عندما أجد وراء تلك الدموع امرأة ملكت فؤاده و حسه، نبضت بحبها شرايينه و
ملأت صورتها خياله و أفكاره ، إنه ليكون شخص يعيش من أجل حبه و لا شيء سواه.
ما أفظع أن تستغل امرأة حب رجل ما لها لتتدلل عليه متناسية كرامته و
مشاعره الرجولية التي تتسم بالإباء و الشمم و على الرغم من هذا كله فإنه يتنازل عن
أغلى ما يملكه رجل و هي تلك الكرامة من أجل إرضائها و الاعتذار لها ، لكنها للأسف
لا تقدر مثل هذذه التضحية و تتمادى في تعنتها و عنادها و تتخفى وراء ادعاء الدلال
على حبيبها المسكين.
لا يا بنت حواء إن أحب الرجل بصدق فإنه لا يلقي بالا لدلالك أو إقبالك
عليه، كل ما يهمه هو أن يشعر بإنك تحبيه و تعطيه مثلما يعطيك. لا تبخلي عليه
بمشاعرك مدعية الدلال فإن تحمل عندك يوما لن يحتمله دهرا وصبر الرجل إذا نفذ لن
يعيده لك شيئا حتى لو سعيت وراءه طيلة عمرك تجوبين الأرض الواسعة وراءه لا تبغين
إلا رضاه. عندها سيكون فد فات الأوان و لن تجدي طائلا وراء ندمك و أسفك.
0 التعليقات: